معنى قول صاحب البردة "يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به سواك" والرد على المنكرين

تاريخ الفتوى: 29 أغسطس 2012 م
رقم الفتوى: 7091
التصنيف: السمعيات
معنى قول صاحب البردة "يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به سواك" والرد على المنكرين

ما معنى يا أكرم الرسل؟ حيث يزعم أحد أصدقائي أنَّ قول الإمام البوصيري: "يا أكْرَمَ الرُّسْلِ ما لِي مَنْ أَلُوذُ بهِ سِواكَ" يُعدُّ من الشرك؛ فما الرد على هذا الكلام؟

نقول في رد هذه الشُّبَهة إجمالًا: إن الأصل في الألفاظ التي تجري على ألسنة المُوَحِّدِين أن تُحمَل على المعاني التي لا تتعارض مع أصل التوحيد، ولا ينبغي أن نبادر برمي المسلم بالكفر والفسق والضلال والابتداع؛ فإنَّ إسلامه قرينة قويَّة توجب علينا ألا نحمل ألفاظه على معناها الظاهر إن احتملت كُفْرًا أو فِسْقًا، وتلك قاعدة عامة يجب تطبيقُها في كل ما يصدر عن المسلم من العبارات، فكيف إذا كان لهذه العبارات معانٍ شرعية صحيحة، وكانت مع ذلك صادرةً عن العلماء والصالحين من أهل الله تعالى.
قال حجة الإسلام الغزالي الشافعي: [ينبغي الاحتراز عن التكفير ما وجد إليه سبيلًا، فإن استباحة دماء المصلين المُقرّين بالتوحيد خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم لمسلم واحد] اهـ. نقلًا عن "فتح الباري" للحافظ ابن حجر (12/ 300، ط. دار المعرفة).
وقال الشيخ ملا علي القاري الحنفي في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (4/ 1510، ط. دار الفكر): [عبارة آحاد الناس إذا احتملت تسعة وتسعين وجهًا من الحمل على الكفر ووجهًا واحدًا على خلافه، لا يحلّ أن يُحكَم بارتداده، فضلًا عما ورد على لسان مَن هو أفضل] اهـ.
وإنَّ هذا القول هو شطرٌ وكلمةٌ من بيتٍ من قصيدة البردة الشريفة، وهذا البيت هو قول الإمام البوصيري:
يا أكْرَمَ الرُّسْلِ ما لِي مَنْ أَلُوذُ بهِ ... سِواكَ عندَ حُلُولِ الحادِثِ العَمِمِ
والمقصود بالحادث العَمِمِ هنا هو يوم القيامة، حين يتجه الناس إلى الأنبياء لطلب الشفاعة، كما ورد في حديث الشفاعة المتفق على صحته: فيأتون آدم ونوحًا وإبراهيم وموسى عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، فيعتذرون وكلهم يُحيل على غيره، حتى يأتوا عيسى عليه السلام فيقول: ائتوا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم عَبْدًا قد غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر؛ فالذي يدلُ الناس على الملاذ به للتشفع بحضرته صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم هم الأنبياء والرسل الكرام عليهم السلام؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَيَأْتُونِي، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي، فَإِذَا أَنَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللهُ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ، قُلْ تُسْمَعْ، سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأَرفَع رأسِي، فأحْمَدُه بتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيه، ثم أَشْفَعُ، فَيحدُّ لِي حَدًّا، فأُدْخِلُهُم الجَنَّةَ، ثم أعُودُ إليه، فإذا رأيتُ ربي مثله ثم أَشْفَعُ، فَيحدُّ لِي حَدًّا، فأُدْخِلُهُم الجَنَّةَ، ثم أعُودُ الرابعةَ فأقول: ما بَقِيَ في النار إلا مَن حَبَسَه القرآنُ ووَجَبَ عليه الخُلُودُ» متفق عليه.
ممَّا يتقرر منه أنه لا ملاذ للناس ولا مُخلِّصَ لهم ولا شافع فيهم في هذا اليوم العظيم سوى جنابه العظيم صلى الله عليه وآله وسلم. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عن السؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
 

كيف يكون الجواب على سؤال: أين الله؟ وما الفهم الصحيح للنصوص الشرعية الوارد في هذا الشأن؟


ما الحكم لمن ادعى الإسلام ويؤمن بتناسخ الأرواح؟


سائل يقول: المعروف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن على دين قومه قبل بعثته، ولم يسجد لصنم أبدًا وأن الله تعالى قد عصمه من أفعال أهل الجاهلية؛ فنرجو منكم بيان ذلك وتوضيحه؟


هل إسراء النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يُعَدُّ من المعجزات؟ وهل وقع بالروح والبدن معًا أو بالروح فقط؟ وهل المعراج من عقائد المسلمين القطعية؟


ما رأي الدين في السحر والسحرة؟ فلي أخت حاصلة على ليسانس الحقوق العام، وعلى مستوًى كبير من الجمال، وتوافد الخُطَّاب عليها يطلبون الارتباط بها، ولكنها كانت تشعر بإعياء شديد كلما تقدَّم أحدٌ لخِطبتها، ولا تستقر حالتها الصحية إلا بعد رفضه، واستمرت حالتها على ذلك أكثر من أربع سنوات، وذهبت إلى أحد العَرَّافين الذي أخبرها أنه معمول لها عمل بوقف الحال، وأعطاها بعض الأشياء لفك السِّحر، وكان الخُطَّابُ يرَونَها خارج المنزل فيُعجبون بها، ولكنهم يأتون إلى المنزل ولا يعودون مرة ثانية، ومرت الأيام والسنون على هذا الحال والسائلة تخشى على أختها من تدهور حالتها النفسية وتخشى على نفسها وعلى أولادها من الجن؛ لأن أختها أخبرتها بأن الجِنَّ يهاجمونها ليلًا وهي متيقظة. وتطلب السائلة رأي الدين في السحر والسحرة، وكيف تتقي شرهم؟ وما هو العلاج لهذه المشكلة؟


ما حقيقة سيدي أحمد البدوي وما هي مكانته؟ فقد ورد سؤال نصه كالتالي: هل السيد البدوي وليّ من أولياء الله الصالحين؟ وما هي صحة نَسَبُه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ وهل هناك كُتبٌ أثبتت نسبَه؟ وما حكم من يطعن في دينه، أو يُشكِّك في نسبه، أو يدَّعي أنه مجرد خرافة أو أسطورة انتشرت بين السذج والبسطاء؟ وهل يجوز لنا أن نصفه بالولاية، أم نكل أمره إلى الله؟ وما موقف علماء المسلمين منه ومن طريقته الصوفية عبر العصور من وقت ظهوره إلى العصر الحاضر؟ وكيف يرد الإنسان على الأصوات التي انتشرت في هذه الآونة تطعن على السيد البدوي وغيره من أولياء الله الصالحين؟