نسبه:
هو علي بن سليمان بن أحمد بن محمد، العلاء المرداوي ثم الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، ويعرف بالمرداوي شيخ المذهب.
مولده ونشأته:
ولد سنة 817 هـ، وتفقه على ابن قندس وغيره بمردا ونشأ بها، فحفظ القرآن وأخذ بها في الفقه عن فقيهها الشهاب أحمد بن يوسف، ثم تحول منها وهو كبير إلى دمشق فنزل مدرسة أبي عمر، وذلك حوالي سنة 838 هـ، فجود القرآن، ويقال: إنه قرأه بالروايات، وقرأ المقنع في الفقه على أبي الفرج عبد الرحمن بن إبراهيم الطرابلسي الحنبلي، وحفظ غيره كالألفية، وأدمن الاشتغال بالعلم مع التقلل من الدنيا.
وكان فقيها حافظا لفروع المذهب الحنبلي، مشاركا في الأصول، بارعا في الكتابة بالنسبة لغيره، مذكورا بتعفف وورع وإيثار في الأحيان للطلبة، متنزها عن الدخول في كثير من القضايا، متواضعا مصنفا لا يأنف ممن يبين له الصواب، وعلى كل حال فقد حاز رياسة المذهب وراج فيه أمره مدة طويلة، وذكر بالانفراد خصوصا بعد موت الجراعي ثم القاضي واستمر على ذلك حتى مات، وأعانه على تصانيفه في المذهب ما اجتمع عنده من الكتب مما لعله انفرد به ملكا ووقفا، وقدم بآخر عمره القاهرة، وأذن له قاضيها العز الكناني في سماع الدعوى، وأكرمه وأخذ عنه فضلاء أصحابه بإشارته، بل وحضهم على تحصيل (الإنصاف) وغيره من تصانيفه وأذن لمن شاء الله منهم.
شيوخه:
لازم المرداوي شيخه التقي بن قندس في الفقه وأصوله والعربية وغيرها حتى كان جل انتفاعه به، وكان مما قرأه عليه بحثا وتحقيقا المقنع في الفقه ومختصر الطوفي في الأصول وألفية ابن مالك، وكذا أخذ الفقه والنحو عن الزين عبد الرحمن أبي شعر، وسمع منه التفسير للبغوي مرارا، وأخذ علوم الحديث أيضا عن ابن ناصر الدين، والأصول أيضا عن أبي القسم النويري حين لقيه بمكة فقرأ عليه قطعة من كتاب ابن مفلح فيه، وسمع في العضد عليه والفرائض والوصايا والحساب؛ عن الشمس أبي عبد الله المقدسي السيلي الحنبلي، ولازمه أكثر من عشر سنين، والعربية والصرف وغيرهما من أبي الروح عيسى البغدادي الفلوجي الحنفي والحسن بن إبراهيم الصفدي وغيرهما، وقرأ البخاري وغيره على أبي عبد الله محمد بن أحمد الكركي الحنبلي وسمع الزين بن الطحان والشهاب بن عبد الهادي وغيرهما، وحج مرتين وجاور فيهما وسمع هناك على أبي الفتح المراغي وحضر دروس البرهان ابن مفلح وناب عنه، وممن أخذ عنه في مجاورته الثانية بمكة قاضي الحرمين المحيوي الحسيني الفاسي.
وأخذ أيضًا عن أحمد بن يوسف المرداوي الدمشقي الحنبلي ويعرف بابن يوسف، وعبد الرحمن بن إبراهيم الشيخ القدوة الزين أبو الفرج الطرابلسي الحنبلي، وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم بن سليمان الزين أبو الفرج الدمشقي الحنبلي، وموسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله بن أيوب الشرف الكناني الحنبلي.
تلاميذه:
من تلاميذ الإمام المرداوي: أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن وجيه الشهاب أبو حامد الشيشيني الأصل القاصري الحنبلي، وعبد الله بن محمود بن عبد الحفيظ بن عادل الشريف جمال الدين بن الجلال أبي السعادات الحسيني المدني الحنفي، وأحمد بن محمد بن محمد بن يعقوب الشهاب أبو العباس الحريري الدمشقي الصالحي ويعرف بابن الشريفة، وعبد القادر بن عبد اللطيف الأصغر بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن محيي الدين أبو صالح بن السراج الحسني الفاسي الأصل المكي الحنبلي، وعبد الكريم بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة كريم الدين أبو المكارم بن الوجيه أبي الفرج القرشي المكي الحنبلي، ومحمد بن أحمد بن سليمان بن عيسى تقي الدين البدماصي ثم القاهري الحنبلي الحنفي، ويعرف بتقي الدين البسطي، ويوسف بن محمد بن محمد الكفرسبي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي، وفاطمة ابنة خليل بن علي الحرستاني الدمشقية الصالحية، ويوسف بن حسن بن المبرد الحنبلي.. وغيرهم.
مصنفاته:
من تصانيفه: الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف، واختصره في مجلد سماه التنقيح المشبع في تخريج أحكام المقنع، والدر المنتقى والجوهر المجموع في معرفة الراجح من الخلاف المطلق في الفروع لابن مفلح، وتحرير المنقول في تهذيب أو تمهيد علم الأصول، وشرحه وسماه التحبير في شرح التحرير، وفهرست القواعد الأصولية، والكنوز أو الحصون المعدة الواقية من كل شدة في عمل اليوم والليلة، والمنهل العذب الغزير في مولد الهادي البشير النذير.
وفاته:
توفي بصالحية دمشق، يوم الجمعة سادس جمادى الأولى سنة 885 هـ - رحمه الله تعالى - ودفن بالروضة.
المصادر:
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة لشمس الدين السخاوي: 1/120، 2/90، ط دار الكتب العلمية.
الضوء اللامع لأهل القرن التاسع لشمس الدين السخاوي: 2/202، 252، 3/92، 4/43، 82، 273، 310، 5/225، 6/283، 312، 10/176، 11/14، ط دار مكتبة الحياة – بيروت.
الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة لنجم الدين محمد بن محمد الغزي: 1/317، ط
دار الكتب العلمية.