نسبه:
هو أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن أحمد بن نصر الدجوي، نسبة إلى دجوة من أعمال قليوب بمصر.
مولده ونشأته:
ولد الدجوي سنة 1287 هـ / 1870 م، من أب عربي ينتسب لبني حبيب، وأم من سلالة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب.
أصيب وهو صغير بمرض الجدري، وفقد على إثر ذلك بصره، وبرغم ألم الأم وحزنها الشديد على فقد بصر ولدها، إلا أن والده – وكان من كبار الصالحين في زمانه - قال لها: لا تحزني، إن الله سبحانه سيعوضه عن بصره ببصيرة نافذة تجعله عالما كبيرًا.
حفظ القرآن الكريم في بلده، ثم ذهب لتلقي العلم في الأزهر الشريف سنة 1301 هـ، ونال شهادة العالمية سنة 1317 هـ، ثم تولى التدريس بالأزهر، وصار له الكثير من المريدين والتلاميذ، وارتفع ذكره خارج محيط الأزهر، وكتب في الصحف والمجلات السيَّارة بأسلوب عصري رفيع.
وتم اختياره عضوًا بهيئة كبار العلماء، وكان – رحمه الله – واسع الفكر في الفقه الإسلامي، فكانت له فيه فتاوى عظيمة يحتاج إليها المسلمون في كل زمان ومكان.
صفاته:
يقول عنه الإمام محمد زاهد الكوثري: كان رحمه الله آية في الذكاء وسرعة الخاطر وجودة البيان وقوة الذاكرة وسعة العلم، يحضر حلقات دروسه في الأزهر مئات من العلماء وطلبة العلوم، وكان هو مفسر الأزهر ومحدِّثه وفيلسوفه وكاتبه وخطيبه بحق بين أهل طبقته من العلماء، وكان موضع ثقة الجماهير من الشعوب الإسلامية تتوارد إليه الاستفتاءات من في شتى الأقطار والجهات.
وكان سمحًا كريمًا يتهلل وجهه سرورًا عندما يتمكن من قضاء حاجة من يرجع إليه في أمر ما، وكان عطفه على الغرباء مما لا يتصوَّر المزيد عليه، وذلك مما هو مذخور له في آخرته.
ومما قاله عنه الدكتور زكي مبارك: الأستاذ الشيخ يوسف الدجوي عالم من هيئة كبار العلماء وهو ذو نفوذ كبير في الأزهر والمعاهد الدينية، وأكثر العلماء الممتازين اليوم من تلاميذه.
أسس الشيخ الجليل جمعية النهضة الإسلامية، وجعل هدفها مقاومة الإلحاد في شتى مظاهره، وحين اندلعت ثورة 1919م كان عدد من أبناء هذه الجمعية مثل: محمود أبو العيون، ومطفى القاياتي، وعلي سرور الزنكلوني، وعبد الباقي سرور نعيم، وعبد الله عفيفي، كانوا ألسنة الثورة الناطقة وأقلامها المدوية في الصحف، وكان الشيخ يوسف الدجوي أحد المدافعين عمن اعتقلوا من الشباب في انتفاضات الحرية، وقد وجَّه خطابًا إلى ملك إنجلترا، جورج الخامس، حين حكم الإنجليز بالإعدام على الشيخ الأزهري محمد الشافعي البنا، مطالبًا بإنقاذ الطالب المجاهد، وكان لخطاب الدجوي تأثيره فخُفِّفَ الحكم، وواصل الشيخ مسعاه لدى المسؤولين حتى أفرج عن الكثير، وتلك مواقف لم تجد من يسجلها في تاريخ الكفاح السياسي.
شيوخه:
من أهم شيوخ الدجوي: الشيخ هارون بن عبد الرازق البنجاوي، والشيخ أحمد الرفاعي الفيومي، والشيخ محمد بن سالم طموم، والشيخ أحمد فائد الزرقاني، والشيخ رزق بن صقر البرقامي، والشيخ سليم البشري، والشيخ محمد البحيري، والشيخ عطية العدوي.
تلاميذه:
من تلاميذ الشيخ: عبد ربه سليمان القليوبي، ويوسف العتوم، ومحمد الحافظ التيجاني، ومحمد أبو زهرة، وصالح الجعفري، والحسن الإدريسي، ويوسف القرضاوي، وقرأ الشيخ محمد زاهد الكوثري عليه الموطأ.
مصنفاته:
سبيل السعادة، الرد على مدَّعي التحريف في القرآن، الجواب المنيف، خلاصة علم الوضع، تنبيه المؤمنين لمحاسن الدين، المحاضرة الأزهرية، كتاب في الرد على (الإسلام وأصول الحكم).
وله أيضًا كتاب (رسائل السلام) الذي ترجمه الأزهر وطبع منه آلاف النسخ ونشرها في أرجاء الأرض، كما أنه قد جمعت مقالات وفتاوى للشيخ في كتاب أصدره الأزهر الشريف.
وفاته: توفي – رحمه الله – يوم الأربعاء 5 صفر 1365 هـ / 1946 م، بعد 78 سنة قضاها في خدمة الدين والدعوة.
المصادر:
مقالات وفتاوى الشيخ يوسف الدجوي: ص 2 وما بعدها، ط مجمع البحوث الإسلامية.
النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين للدكتور محمد رجب البيومي: 2/143، ط دار القلم – الدار الشامية.