لا يوجد موعد

الإمام علي الصعيدي

الإمام علي الصعيدي

نسبه:
هو علي بن أحمد بن مكرم الله الصعيدي العدوي المالكي.

مولده ونشأته:
ولد ببني عدي، إحدى قرى مركز منفلوط بمحافظة أسيوط، كما أخبر عن نفسه سنة 1112هـ، ويقال له أيضا المنسفيسي؛ لأن أصوله من منسفيس، من قرى أبو قرقاص بمحافظة المنيا، ثم انتقل إلى القاهرة.

طلبه للعلم:
درس الشيخ علي الصعيدي بالأزهر وغيره، وقد بارك الله في أصحابه طبقة بعد طبقة، وكان يحكي عن نفسه أنه طالما كان يبيت بالجوع في مبدأ اشتغاله بالعلم، وكان لا يقدر على ثمن الورق، ومع ذلك إن وجد شيئًا تصدق به، وقد تكررت له بشارات حسنة منامًا ويقظة.

شيوخه:
أخذ العلوم عن عدد من أكابر علماء عصره، مثل: الشيخ عبد الوهاب الملوي، والشيخ شلبي البرلسي، والشيخ سالم النفراوي، والشيخ عبد الله المغربي، والسيد محمد السلموني، والشيخ محمد الصغير، والشيخ إبراهيم الفيومي، والشيخ محمد بن زكريا، والشيخ محمد السجيني، والشيخ إبراهيم شعيب المالكي، والشيخ أحمد الملوي، والشيخ أحمد الديربي، والشيخ عيد النمرسي، والشيخ مصطفى العزيزي، والشيخ محمد العشماوي، والشيخ محمد بن يوسف، والشيخ أحمد الأسقاطي، والشيخ أحمد البقري، والعماوي، والسيد علي السيواسي، والمدابغي، ومحمد الدفري، والبليدي والحفني، وأبو التداني حسن بن إبراهيم بن حسن الجبرتي الحنفي، ومحمد بن عبد الله الكنكسي، وعمر بن عبد السلام التطواني، والشيخ محمد سيف، والشيخ محمد بن عبد السلام البناني الفاسي، كما أجاز له الشمس محمد بن أحمد عقيلة المكي، وفي آخر حياته تلقن الطريقة الأحمدية عن الشيخ علي بن محمد الشناوي.

تلاميذه:
من تلاميذه: العلامة علي الفيومي المالكي، والشيخ أحمد بن أحمد الحمامي الشافعي، والشيخ محمد بن عبادة بن بري العدوي، والشيخ مصطفى المعروف بالريس البولاقي الحنفي، وأبي البركات أحمد الدردير، والشيخ حسن بن غالب الجداوي المالكي الأزهري، والشيخ حسن الكفراوي الشافعي الأزهري، والشيخ أحمد بن موسى بن داود أبو الصلاح العروسي الشافعي الأزهري، والشيخ أحمد بن موسى بن أحمد بن محمد البيلي العدوي المالكي، والعلامة الشيخ عبد العليم بن محمد بن محمد بن عثمان المالكي الأزهري الضرير، والشيخ محمد بن أحمد بن حسن بن عبد الكريم الخالدي الشافعي الشهير بابن الجوهري، والشيخ سليمان بن محمد بن عمر البجيرمي الشافعي الأزهري، والشيخ محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي المالكي، والشيخ علي بن صالح بن موسى بن أحمد بن عمارة الشاوري المالكي مفتي فرشوط، والشيخ علي بن حسن المالكي الأزهري، والشيخ علي الحصاوي الشافعي، والشيخ محمد بن إبراهيم العوفي المالكي، والشيخ محمد بن عبادة بن برى العدوى، والعلامة أبو العرفان الشيخ محمد بن علي الصبان الشافعي، والشيخ محمد بن أحمد بن خضر الخربتاوي المالكي، والشيخ محمد عبد المعطي بن أحمد الحريري الحنفي، والشيخ محمد بن يوسف، والشيخ علي بن محمد بن إبراهيم المعروف بابن المرحل، وأبو الفتح العجلوني، وعبد الخالق الزيادي، وعبد الرحمن المنيني، وعلي الأرمنازي، ويس اللدي الشافعي، والشيخ إبراهيم أبو عبد اللطيف، والشيخ أبو العباس المغربي المالكي، والشيخ أحمد البرماوي الشافعي، والشيخ محمد بن علي بن عبد الله بن أحمد المعروف بالشافعي المغربي التونسي، والشيخ محمد بن أحمد بن حسن بن عبد الكريم الخالدي الشافعي الشهير بابن الجوهري، والشيخ محمد بن محمد بن محمود بن جيش المقدسي المعروف بابن بدير، والشيخ منصور بن مصطفى بن منصور بن صالح بن زين الدين السرميني الحلبي الحنفي.

مناقبه:
كان قبل ظهوره لم تكن المالكية تعرف الحواشي على شروح كتبهم الفقهية، فهو أول من خدم تلك الكتب بها، وكان رحمه الله شديد الشكيمة في الدين يصدع بالحق ويأمر بالمعروف وإقامة الشريعة، ويحب الاجتهاد في طلب العلم ويكره سفاسف الأمور وينهى عن شرب الدخان ويمنع من شربه بحضرته وبحضرة أهل العلم، تعظيما لهم، وإذا دخل منزلا من منازل الأمراء ورأى من يشرب الدخان؛ شنع عليه وكسر آلته ولو كانت في يد كبير الأمراء، وشاع عنه ذلك، وعرف في جميع الخاص والعام، وتركوه بحضرته فكانوا عندما يرونه مقبلا من بعيد نبه بعضهم بعضًا ورفعوا أدوات شرب الدخان وأخفوها عنه، ولئن رأى شيئًا منها أنكر عليهم ووبخهم وعنفهم وزجرهم، حتى إن علي بك في أيام إمارته كان إذا دخل عليه في حاجة أو شفاعة أخبروه قبل وصوله إلى مجلسه فينتهي عن شرب الدخان، وذلك مع عتوه وتجبره وتكبره.

واتفق أن الشيخ عليًّا الصعيدي دخل عليه في بعض الأوقات، فتلقاه على عادته وقبل يده وجلس، فسكت الأمير مفكرًا في أمر من الأمور، فظن الشيخ إعراضه عنه، فأخذته الحدة، وقال له: غضبك ورضاك على حد سواء، بل غضبك خير من رضاك، وكرَّرَ ذلك وقام قائمًا وهو يأخذ بخاطره ويقول: أنا لم أغضب من شيء ويستعطفه، فلم يجبه ولم يجلس ثانيا وخرج ذاهبًا. ثم سأل علي بك عن القضية التي أتى بسببها فأخبروه فأمر بقضائها، واستمر الشيخ منقطعًا عن الدخول إليه مدة حتى ركب في ليلة من ليالي رمضان مع الشيخ حسن الجبرتي في حاجة عند بعض الأمراء ومرَّا ببيت علي بك، فقال له: ادخل بنا نسلم عليه، فقال: يا شيخنا أنا لا أدخل، فقال: لا بد من دخولك معي، فلم تَسَعْهُ مخالفته وانْسَرَّ بذلك علي بك تلك الليلة سرورًا كثيرًا.

ولما مات علي بك واستقل محمد بك أبو الذهب بإمارة مصر كان يجلُّ من شأنه ويحبه ولا يرد شفاعته في شيء أبدا، وكل من تعسر عليه قضاء حاجة ذهب إلى الشيخ وأنهى إليه قصته فيكتبها مع غيرها في قائمة حتى تمتلئ الورقة ثم يذهب إلى الأمير بعد يومين أو ثلاثة فعندما يستقر في الجلوس يخرج القائمة من جيبه ويقص ما فيها من القصص والدعاوى واحدة بعد واحدة ويأمره بقضاء كل منها والأمير لا يخالفه ولا ينقبض خاطره في شيء من ذلك، ولما بنى الأمير محمد بك أبو الذهب مدرسته كان الشيخ علي الصعيدي هو المتعيَّن في التدريس بها داخل القبة على الكرسي، وابتدأ بها البخاري وحضره كبار المدرسين فيها وغيرهم ولم يترك درسه بالأزهر وغيره، وكان يقرأ قبل ذلك بمسجد الغريب عند باب البرقية في السور الشرقي للقاهرة آنذاك، في وظيفة جعلها له الأمير عبد الرحمن كتخُدا، وكذلك وظيفة بعد الجمعة بجامع مرزة ببولاق.

وكان على قدم السلف في الاشتغال والقناعة وشرف النفس وعدم التصنُّع والتقوى، ولا يركب إلا الحمار، ويواسي أهله وأقاربه ويرسل إلى فقرائهم ببلده الصلات والأكسية والطرح للنساء والعصائب والمداسات وغير ذلك، ولم يزل مواظبا على الإقراء والإفادة حتى آخر حياته.

مصنفاته:
للشيخ علي الصعيدي مؤلفات دالَّة على فضله، منها:
1- حاشية على شرح ابن تركي على العشماوية في الفقه.
2- حاشية على الزرقاني على متن العزية في الفقه.
3- حاشية على شرح أبي الحسن على الرسالة في مذهب مالك.
4- حاشية على شرح الخرشي لمختصر خليل في الفقه المالكي.
5- حاشية على شرح الزرقاني على مختصر خليل.
6- حاشية على الهدهدي على صغرى الإمام السنوسي في التوحيد.
7، 8- حاشيتان على شرح عبد السلام على جوهرة التوحيد كبرى وصغرى.
9- شرح على خطبة كتاب مراقي الفلاح على نور الإيضاح في مذهب الحنفية للشيخ الشرنبلالي.
10- حاشية على الأخضري على السلم في علم المنطق.
11- حاشية على شرح ابن عبد الحق السنباطي على رسالة البسملة لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري.
12- حاشية على شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري على ألفية المصطلح للعراقي في مصطلح الحديث، وغير ذلك.

وفاته:
مرض الشيخ علي الصعيدي بخرَّاج في ظهره قبل أيام قليلة من وفاته، وانتقل إلى جوار ربه في العاشر من رجب من سنة 1189 هـ، وصُلِّيَ عليه بالأزهر بمشهد عظيم ودفن بالبستان بالقرافة الكبرى.

المصادر:
عجائب الآثار في التراجم والأخبار للجبرتي: 1/420، ومواضع أخرى، ط المطبعة العامرة الشرفية.
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر لمحمد أمين بن فضل الله الدمشقي: 3/179، ط دار صادر.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر لأبي الفضل محمد خليل الحسيني: 1/65، 2/258، 275، 3/206، 218، 4/237، ط دار البشائر الإسلامية - دار ابن حزم.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر لعبد الرزاق البيطار: 1/36، 101، ومواضع أخرى، ط دار صادر.